١وصلَّت حَنَّةُ وقالَت:

٢لا أحدَ مِثلُ الرّبِّ،

٣لا تُكثِروا مِنَ التَّبجُّحِ والإفتخارِ

٤تكسَّرَت أقواسُ الجَبابرةِ

٥الشَّبعانُ أجَّرَ نفْسَهُ لِـيأكُلَ،

٦الرّبُّ يُميتُ ويُحيـي.

٧الرّبُّ يُفقِرُ ويُغني.

٨يُقيمُ المِسكينَ عَنِ التُّرابِ

٩يحفَظُ خَطواتِ أتقيائِهِ،

١٠خُصومُ الرّبِّ يَنكسرونَ

١١ثمَّ ذهبَ ألقانَةُ إلى مَنزِلِه في الرَّامةِ، وأمَّا الصَّبـيُّ فظَلَّ يَخدُمُ الرّبَّ عِندَ عالي الكاهنِ.

١٢وكانَ بَنو عالي حقيرينَ لا يعرفونَ الرّبَّ

١٣ولا حَقَّ الكهَنةِ على الشَّعبِ. فكُلَّما ذبحَ رَجُلٌ ذبـيحةً أرسلوا خادِمَ الكاهنِ عِندَ طَبْخِ اللَّحمِ، وبِـيدِهِ شوكةٌ لها ثَلاثُ شُعَبٍ،

١٤فيضرِبُها في المِرجَلِ أوِ الطَّبَقِ أوِ المِقلَى أوِ القِدرِ ويأخُذُ ما خرجَ بِها لِلكاهنِ. هكذا كانَ بَنو عالي يُعامِلونَ جميعَ بَني إِسرائيلَ القادِمينَ إلى شيلوهَ لِـيَذبَحوا لِلرّبِّ.

١٥بل كانَ خادِمُ الكاهنِ يَجيءُ قَبلَ حَرْقِ الشَّحْمِ إلى صاحِبِ الذَّبـيحةِ ويقولُ لَه: ”هاتِ لحمًا لِلشَّويِ، فالكاهنُ لا يأخُذُ مِنكَ لحمًا مَطبوخًا بل نيِّئًا“.

١٦فإذا أجابَهُ الرَّجُلُ: ”مَهلًا حتّى يحترِقَ الشَّحْمُ أوَّلًا فتأخُذَ ما تشتَهي نفْسُكَ“. أجابَهُ الخادمُ: ”كلَّا، بلِ الآنَ تُعطيني وإلَّا أخذْتُ مِنكَ بِالقوَّةِ“.

١٧وكانَت خطيئةُ بَني عالي عظيمةً جِدًّا أمامَ الرّبِّ لأنَّهُم اَحتَقَروا ذبـيحتَهُ.

١٨وكانَ صَموئيلُ يَخدُمُ الرّبَّ وهوَ صَبـيٌّ، وكانَ يَلبَسُ أفودًا مِنْ كَتَّانٍ.

١٩وكانَت حَنَّةُ أمُّهُ تَنسُجُ لَه جُبَّةً صغيرةً وتَأتيهِ بِها كُلَّ سنَةٍ حينَ تصعَدُ معَ زَوجِها لِـيقَدِّمَ الذَّبـيحةَ السَّنويَّةَ.

٢٠فيُبارِكُ عالي الكاهنُ ألقانَةَ وزَوجتَهُ ويقولُ لَه: ”يَرزُقُكَ اللهُ نَسلًا مِنْ هذِهِ المرأةِ بدَلَ الابنِ الّذي كَرَّسْتَهُ لِلرّبِّ“. ثمَّ يَرجِعانِ إلى مَنزِلِهِما.

٢١وبارَكَ الرّبُّ حَنَّةَ، فحَملَت ووَلَدت ثَلاثةَ بَنينَ واَبنَتَينِ. وشبَّ صَموئيلُ الصَّبـيُّ أمامَ الرّبِّ.

٢٢وأمَّا عالي فشاخَ جِدًّا. وعَلِمَ عالي بِكُلِّ ما يفعَلُ بَنوهُ بِجميعِ بَني إِسرائيلَ، وبأنَّهُم ينامونَ مع النِّساء اللَّواتي كُنَّ يخدُمنَ عِندَ بابِ خَيمَةِ الاجتِماعِ،

٢٣فقالَ لهُم: ”لِماذا تعملونَ هذِهِ الأعمالَ؟ وما هذا الخبَرُ القبـيحُ الّذي أسمَعُ عَنكُم مِنْ جميعِ هذا الشَّعبِ؟

٢٤لا يا أبنائي، فهذِهِ السُّمعَةُ غيرُ حسَنةٍ، وأنتُم تدفعونَ شعبَ الرّبِّ إلى المعصِيةِ.

٢٥إذا خَطِـئَ إنسانٌ إلى آخَرَ فاللهُ يَحكُمُ، وأمَّا إذا خَطئَ إنسانٌ إلى الرّبِّ فمَنْ يكونُ حَكَمًا؟“ فما سَمِعوا لِكلامِ أبـيهِم، لأنَّ الرّبَّ شاءَ أن يُميتَهُم.

٢٦وأمَّا صَموئيلُ الصَّبـيُّ فكانَ يَنمو ويَحظى بِعَطفِ الرّبِّ والنَّاسِ.

٢٧وجاءَ نبـيٌّ إلى عالي وقالَ لَه: ”هذا ما يقولُ الرّبُّ: أما تَجَلَّيتُ لِسَلَفِكَ هرونَ، وهوَ بِمصْرَ في أرضِ فِرعَونَ،

٢٨واَخترْتُ بَيتَ هرونَ مِنْ جميعِ أسباطِ بَني إِسرائيلَ كهَنةً لي لِـيَصعَدوا إلى مذبَحي ويُحرِقوا البَخورَ ويلبَسوا أفودًا أمامي؟ أما أعطَيتُهُم حِصَّةً مِنْ جميعِ الذَّبائِـحِ الّتي يُقَدِّمُها لي بَنو إِسرائيلَ؟

٢٩فلماذا نظَرْتُم بِنَهَمٍ إلى ذبائحي وتقدماتي الّتي أمَرْتُ بِها في بَيتي المُقدَّسِ؟ لماذا فضَّلتَ بَنيكَ عليَّ حتّى يتَسمَّنوا بأفضَلِ ما يُقَدِّمُهُ لي بَنو إسرائيلَ شعبـي؟

٣٠قُلتُ مِنْ قَبلُ، أنا الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ، إنَّ نسلَكَ ونسلَ أبـيكَ يَخدِمونَني إلى الأبدِ، أمَّا الآنَ فأقولُ: لن يكونَ ذلِكَ بَعدَ اليومِ. فأنا أُكرِمُ الّذينَ يُكرِمونَني، أمَّا الّذينَ يَستَهينونَ بـي، يُهانونَ.

٣١لِذَلكَ تأتي أيّامٌ أُعاقِبُكَ فأُزيلُ فيها كُلَّ شابٍّ في بَيتِكَ وعشيرتِكَ، فلا يَشيخُ مِنهُم أحدٌ.

٣٢وترى خصمَكَ يَخدُمُ في المَعبدِ وتنظُرُ بِعينِ الحسَدِ إلى جميعِ الخَيرِ الّذي أُحسِنُ بِهِ إلى بَني إِسرائيلَ، ولن يَشيخَ في بَيتِكَ أحدٌ.

٣٣ولكِنِّي أُبقي في بَيتِكَ على رَجُلٍ يَخدُمُ أمامَ مذبَحي، إلى أنْ تكِلَّ عيناهُ وتذوبَ نفْسُهُ، وكُلُّ مَن يُولَدُ في بَيتِكَ يموتُ شابًّا.

٣٤وعِندَما يموتُ اَبناكَ حفني وفِنحاسُ في يومٍ واحدٍ، يكونُ لكَ ذلِكَ عَلامةً تُثبِتُ ما أقولُ.

٣٥ثمَّ أُقيمُ لي كاهنًا أمينًا يعمَلُ حسَبَ ما في قلبـي ونفْسي، وأبني لَه بَيتًا لا تنقطِـعُ ذُرِّيَّتُه، فيخدمونَ مَنْ أمسَحُهُ مَلِكًا كُلَّ الأيّامِ.

٣٦وكُلُّ مَنْ يبقى مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يأتيهِ ويرتَمي أمامَهُ لأجلِ قِطعةٍ منْ فِضَّةٍ ورغيفِ خُبزٍ، ويقولُ لَه مُلتَمِسًا: دَعني أساعِدِ الكهَنةَ لآكُلَ كِسرَةَ خُبزٍ“.