١طُوفوا في شوارعِ أورُشليمَ.

٢فهُم وإنْ قالوا: حَيٌّ هوَ الرّبُّ،

٣نعم يا ربُّ، عيناكَ على الحَقِّ!

٤فقُلتُ: ”هُم قَومٌ مَساكينُ

٥أذهَبُ إلى العُظَماءِ أُكَلِّمُهُم،

٦سَيَقتُلُهُم أسدٌ مِنَ الغابِ

٧وقالَ الرّبُّ: ”كَيفَ أُسامِحُكِ يا أورُشليمُ وبَنوكِ ترَكوني وحلَفوا بإِلهٍ مَزعومٍ حينَ أَشبَعتُهُم زَنَوا، وفي بُيوتِ الزَّواني صرَفوا وقتَهُم.

٨صاروا أحصِنةً معلوفةً سائِبةً، كُلٌّ يَصهَلُ على اَمرأةِ صاحبِهِ.

٩أفلا أُعاقِبُهُم على هذِهِ المَعاصي يقولُ الرّبُّ، وأنتَقِمُ مِنْ أُمَّةٍ كهذِهِ الأُمَّةِ؟

١٠”إصعَدوا على كَرمَتِها وأَفسِدوا ولا تُتلِفوها. إنزَعوا أغصانَها فما هيَ لي.

١١فغَدْرًا غدَرَ بـي بَيتُ إِسرائيلَ وبَيتُ يَهوذا“. هكذا يقولُ الرّبُّ.

١٢أنكَروا الرّبَّ وقالوا: ”لا وُجودَ لَه، فالشَّرُّ لا يَنزِلُ بِنا ولن نرى حربًا ولا جوعًا.

١٣وما الأنبـياءُ إلَّا هباءٌ، والرّبُّ لا يتَكَلَّمُ فيهِم، وأقوالُهُم مِنْ عِندهِم“.

١٤لذلِكَ قالَ ليَ الرّبُّ الإلهُ القديرُ: ”بِما أنَّكُم تَكَلَّمْتُم هذا الكَلامَ، فسَأجعَلُ كَلِماتي في فَمِكَ نارًا وهذا الشَّعبُ حطَبًا فتَأكُلُهُم

١٥وأجلِبُ علَيكُم أُمَّةً مِنْ بَعيدٍ يا بَيتَ إِسرائيلَ، أُمَّةً قويَّةً عريقةً، أُمَّةً لا تَعرِفونَ لُغَتَها ولا تَفهَمونَ ما تَتكَلَّمُ بهِ.

١٦جُعبَةُ سِهامِها كقبرٍ مَفتوحٍ، وكُلُّ بَنيها جبابِرةٌ.

١٧فيَأكُلونَ حصادَكُم وخبزَكُم ويَقتُلونَ بَنيكُم وبَناتِكُم ويَذبحونَ غنَمَكُم وبقَرَكُم، ويتلفونَ كَرمَكُم وتينَكُم، ويُدمِّرونَ بالسَّيفِ مُدُنَكُمُ الحصينةَ الّتي أنتُم مُتوكِّلونَ علَيها“.

١٨”ولَكنْ في تِلكَ الأيّامِ لا أَفنيكُم يقولُ الرّبُّ:

١٩وإنْ قالوا: لماذا فعَلَ الرّبُّ إلهُنا بِنا هذا كُلَّهُ؟ فتَقولُ لهُم: بِما أنَّكُم تَركتُموني وخَدمْتُم آلِهةً غريبةً في أرضِكُم، فستَخدِمونَ الغُرَباءَ في أرضٍ غَيرِ أرضِكُم.

٢٠فأخبروا بذلِكَ في بَني يَعقوبَ، ونادوا بهِ في بَني يَهوذا. قولوا لهُم:

٢١إسمعوا هذا الكلامَ أيُّها الحَمقى، أيُّها الشَّعبُ الّذينَ فقَدوا الحِسَّ، الّذينَ لهُم عُيونٌ ولا يُبصرونَ وآذانٌ ولا يَسمعونَ“.

٢٢”ألا تخافونَني يقولُ الرّبُّ. ألا تَرتَعدونَ مِنْ وجهي؟ أنا جعَلْتُ الرَّملَ حَدًّا لِلبحرِ، حاجزًا أبديًّا لا يَتعَدَّاهُ. فأمواجُهُ تَلتطِمُ وتَبقى عاجِزَةً، وتَعِـجُّ ولا تتَجاوزُهُ“.

٢٣لَكنَّ هذا الشَّعبَ لَه قلبٌ ثائِرٌ مُتَمرِّدٌ، فابتَعَدوا ومَضَوا

٢٤وما قالوا في قُلوبِهِم: لِنَخَفِ الرّبَّ إلهَنا الّذي يَمنَحُ المطَرَ المُبَكِّرَ مِنهُ والمُتأخِّرَ في حينِهِ، ويَحفَظُ لنا أسابـيعَ الحَصادِ في مَواعيدِها.

٢٥لَكنَّ آثامَكُم أفسَدَت تِلكَ المَواعيدَ، وخطاياكُم منَعَتِ الخَيرَ عَنكُم.

٢٦فلا يزالُ بَينَ شعبـي مُنافقونَ، يَكمُنونَ لِلطَّريدَةِ كالصَّيَّادينَ ويَنصُبونَ لِلنَّاسِ فَخًّا.

٢٧كالقَفَصِ المَملوءِ طُيورًا، كذلِكَ بُيوتُهُمُ امتلأت مِنَ المَكْرِ، فعَظُموا واغتَنَوا.

٢٨هُم سِمانٌ لَمَعَت جُلودُهُم مِنَ الشَّحْمِ وجاوَزوا الحَدَّ بِشُرورِهِم. لا يَحكُمونَ بِالعَدلِ في دَعوى اليَتيمِ فتَنجَحُ، ولا يَقضونَ لِلمَساكينِ بِالحَقِّ.

٢٩”أفلا أُعاقِبُ على هذِهِ المعاصي وأَنتَقِمُ مِنْ أُمَّةٍ كَهذِهِ يقولُ الرّبُّ“.

٣٠في أرضِنا عَجَبٌ عِجابٌ:

٣١”الأنبـياءُ يتَنَبَّأونَ زُورًا، والكَهنَةُ يَجمعونَ ما تَصِلُ إليهِ أيديهِم، وشعبـي راضٍ بِهذِهِ الأمورِ. فماذا تفعَلونَ لِتَضَعوا حَدًّا لها“؟